بسم الله
الطريق الذي يعرف به الإنسان عيوب نفسه
الله عزوجل إذا أراد بعبد خيراًبصَّره بعيوب نفسه فمن كانت بصيرته نافذة
لم تخف عليه عيوبه فإذا عرف العيوب أمكنه العلاج ولكن أكثر الخلق
جاهلون بعيوب أنفسهم
يرى القذى في عين أخيه ولا يرى الجذع في عين نفسه فمن أراد أن يعرف
عيوب نفسه فله أربعة طُرق:
҈۩҈ ҈۩҈ ҈۩҈ ҈۩҈ ҈۩҈ ҈۩҈ ҈۩҈ ҈۩҈ ҈۩҈
أن يجلس بين يدي شيخ بصير بعيوب النفس مُطلع على خفايا الآفات ويحكمه
في نفسه وهذا قد عز وجوده في زماننا
҈۩҈ ҈۩҈ ҈۩҈ ҈۩҈ ҈۩҈ ҈۩҈ ҈۩҈ ҈۩҈ ҈۩҈
أن يطلب صديقاً صدوقاً متديناً فينصبه رقيباً على نفسه ليُلاحظ أحواله
وأفعاله فما كره من أخلاقه وأفعاله وعيوبه الباطنة والظاهرة ينبهه
عليها , فهكذا كان يفعل الأكياس والأكابر من أئمة الدين
كان عمر رضي الله تعالى عنه يقول : رحم الله امرئ أهدى إلي عيوبي وكان
يسأل حذيفة ويقول له :أنت صاحب سر رسول الله صلى الله عليه وسلم في
المنافقين , فهل ترى علي شيئاً من آثار النفاق ؟فهو على جلال قدره
وعلو منصبه هكذا كانت تهمته لنفسه رضي الله عنه , فكل من كان أوفر
عقلاً وأعلى منصباً كان أقل إعجاباً وأعظم اتهاما لنفسه
ولهذا كان داود الطائي قد اعتزل الناس فقيل له : لم لا تخالط الناس
؟ فقال :
وما أصنع بأقوام يخفون عني عيوبي
وقد آل الأمر إلينا إلى أن أبغض الخلق إلينا مَن ينصحنا ويعرفنا
عيوبنا وهذا من ضعف الإيمان
҈۩҈ ҈۩҈ ҈۩҈ ҈۩҈ ҈۩҈ ҈۩҈ ҈۩҈ ҈۩҈ ҈۩҈
أن يستفيذ معرفة عيوب نفسه من ألسنة أعدائه فإن عين السخط تُبدي
المساوئا
ولعل انتفاع الإنسان بعد مشاحن يذكره عيوبه أكثر من انتفاعه بصديق
مداهن
يُثني عليه ويمدحه ويخفي عنه عيوبه , إلا أن الطبع مجبول على تكذيب
العدو وحمل مايقول على الحسد
҈۩҈ ҈۩҈ ҈۩҈ ҈۩҈ ҈۩҈ ҈۩҈ ҈۩҈ ҈۩҈ ҈۩҈
أن يُخالط الناس فكل مارآه مذموماً فيما بين الخلق فيُطالب نفسه به
وينسبها إليه فإن المؤمن مرآة أخيه فليتفقد نفسه ويطهرها من كل ما
يذمه من غيره وناهيك بهذا تأديباً , فلو ترك الناس كلهم ما يكرهونه
من غيرهم لاستغنوا عن المؤذب