على ذاك الرصيف أسهر وأنادي بكل الجنون القار..
أكلم شارع خالي سواده من سواد الليل..
ترى ماهو فلس ولا بقلبي قلت الأشعار..
ولكن واقعي يفرض علي أكتب بلا تعديل..
أنا راح العقل مني وعندي للجنون أعذار..
معاناتي إذا بوصف يفوق الوصف والتعليل..
من اللي قد وقف مثلي يواجه لعنة الأقدار؟!
رضى يبقى ويتحمل ...عشر أضعاف همه يشيل ..
من اللي ثبت أقدامه يقاوم شدة التيار؟!
ويعرف ان النخل وهو النخل راح وجرفه السيل..
من اللي حب له طفله وحلم من يوم كانوا صغار..
يتوج حبه بفرحه وأمه تحضنه بتهليل..
يمر الوقت وسنينه تمر ويستوون كبار..
ويتغرب لجل حلمه يسابق كل شباب الجيل..
ويرجع رافع راسه بعد ما صار هو طيار..
وبقى من حلمه الوردي زفاف يرفض التأجيل..
يجيها يقول حان الوقت تعالي نكشف الأسرار..
طفح كيل الصبر ماعاد في صبري وصبرك كيل..
ويذكرها بوقت صار مع مر الزمن تذكار..
بأيام الطفوله يوم يغرقها غلا وتدليل..
يمازحها وتردد له (ترى الكذاب يروح النار)..
يجافيها وتهمس له (أعرف أن الجفا تمثيل!)..
وتدمع عينهم لثنين يهلون الدمع مدرار..
ترى الذكرى ولو حلوه طواريها تهد الحيل..
وتسرح في وسط عينه ..تفكر .. ترتجف..تحتار..
يسألها عسى ماشر؟ ويطيح من ايديها المنديل..
وتنزل عالركب وتقول تسامحني على اللي صار؟
حشا والله ماخنتك ولكنه حصل تبديل..
تراها غيبتك طالت وتدري وقتنا غدار..
كبرت وخفت تتأخر وخير البر بالتعجيل..
ويشهق يلمح الخاتم ..يحس القاع تحته دار..
ولا يستوعب الموقف بليا شرح أو تحليل..
يسود الصمت..ولاكلمه ونظره كلها استنكار...
شلل صاب اللسان وصاب كفين العتب تكبيل..
دقيقه تمر..طعمها مر..نهاية عمر..موت أزهار..
خسارة حب ..ضياع فدرب..نار تشب..عذاب و ويل..
ويسرح لو بعيده تهون ولكن كيف بنت الجار..
ويكسر صمته بصرخه تعدت في مداها سهيل..
ويفقد وعيه وينزل على قاع الثرى منهار..
مصيبه كيف يتحمل؟! ترى ما بالأمر تسهيل..
مابينه وبين غرفتها ...ممر ونخله وجدار..
وهذا اللي يعذبه و يزود طينه بتبليل..
يشوف اللي سرق عمره سكن وياها نفس الدار..
غدى جار وله حق نزل في محكم التنزيل..
ويتخيله يغازلها ويقول أنه عليها يغار..
ويتردد صدى همسه ولمسه وضحكه وتقبيل..
يناظر دارها وفكره ورا ذيك الستاير حار..
وشباك الهوى عتمه بعد مازادوا التظليل..
يقرر زوجها يبني ويرفع مستوى الأسوار..
ويتصرف على كيفه عنده منهم توكيل..
ومكسور الجناح اللي بلا ذنب يذوق أمرار..
يصارع حسرته ويجر بعد ذيك الهزيمه ذيل..
يفكر كيف طاوعها الضمير تكون شي ضار..
بعد ما كانت لعمره عمر يحسب مداه طويل..
خذت كل مابقي منه ومن عقله خذت الأفكار..
وبرواز الوعد مايل خذته تخاف قال وقيل..
عطت بروازه لغيره وخلت في الحشا مسمار..
وآخر كلمه قالتها رجاءا ماأبيك تعيل..
ورد بكل غضب يسأل تحسبيني من أهل الثار؟!
أنا وقتي غدا ملكي ولا يتحمل التعطيل..
وداع الله وإذا بعدك مرض ايماني العطار..
أنا لي رب ما يهمل بقرا كتابه بترتيل..
وإذا كانت مسافات المنازل بيننا أشبار..
لخليها سفر أيام وأساوي كل شبر بميل..
وإذا قالوا علي مجنون أو ملبوس أو صابه زار..
لناجي شارع خالي لوحده في توالي الليل..
بقول ان الجنون أرحم كتبت من الجنون أشعار..
وصدق شعري يتحدى الذي قال الشعر تمثيل..
وأعيش العمر أرددها (ترى الكذاب يروح النار)..
براءة كانت الجمله ولكنه حصل تبديل..
حكاية عمري من يوم الطفوله لين صرنا كبار..
في هذي الصفحه شفتوها وعايشتوها بالتفصيل..
أبي شخص ينورني ومن أبياتي بس يختار..
حرف ماشكى من هم ويبشر مني بتعديل..
بعدها بعلن افلاسي وبترك عالم الأشعار..
لأني ماقدرت أعطي لحزني في الشعر تعليل..
وبرجع للسرير اللي من غيابي شكى محتار..
واريح عين شوهها سواد يشبه التكحيل..
وفي آخر بيت بسألكم عرفتوا ليش أناجي القار؟!
قولوا للثريا من تناجي لو خذلها سهيل؟