تتنوع العوامل المسببة لهذا الداء بين الوراثة والبيئة المحيطة والتغذية وأمراض البنكرياس...، وإليك البيان : 1- العوامل الوراثية :
إن فكرة الوراثة في السكري واردة لكثرة حدوث هذا الداء بين الأقارب، وتختلف هنا أنواع مرض السكري في كيفية حدوث المرض لدى الأشخاص؛ ففي السكري المعتمد على الأنسولين يكون المؤشر الحيوي لخطورة الإصابة هو مدى تشابه مستضدات التلاؤم النسيجي بين المريض وأقاربه وهذه المستضدات هي جينات معينة في مواقع محددة على الكروموسوم السادس، وتسمى بهذا الاسم لأن توافقها بين النسيج المزروع (مثل زراعة الكلى) وجسم المريض ضروري لنجاح العملية، وقد وجد أن هناك أنواع معينة من هذه المستضدات تكون مصحوبة باحتمالية أكبر للإصابة بالسكري من النوع الأول، أما في السكري غير المعتمد على الأنسولين فالمؤشرات الحيوية هي : ضعف تحمل الجلوكوز (عند اختبار الدم) مؤقتا خلال الحمل، وضعف إفراز الانسولين عند تنشيط خلايا بيتا البنكرياسية بواسطة الجلوكوز. 2- العوامل البيئية والمكتسبة ومنها: أ- الفيروسات : ثبت أن عددا من الفيروسات تتسبب في ظهور السكري المعتمد على الانسولين؛ فمن الممكن أن تؤدي إلى التهاب في الخلايا المفرزة للأنسولين، إذا وجد الاستعداد الوراثي لذلك ..، ومن هذه الفيروسات : الحمى النكفية، والحصبة الألمانية وفيروسات كوساكي ب-3.. ، وقد تؤثر هذه الحمات مباشرة على خلايا بيتا، وخلايا بيتا هي خلايا الحميات المتخصصة في جزر لانجرهانز في البنكرياس والمسؤولة عن إفراز هرمون الأنسولين. ب- السموم: ومنها: النيتروزايمن، وهي مادة موجودة في بعض الأغذية، كما تنجم عن استعمال أدوية مضادات الحموضة في المعدة، وكذلك: التيبوكة، وهي نبات جذري نشوي، يستعمل دقيقه في صناعة الحلوى في بعض البلدان النامية، وتحتوي على مادة السيانيد ذات التأثير السمي ..، وهذا كثير الحدوث في الأطفال والشباب في البرازيل والهند ونيجيريا و أوغندا.. 3- التغذية : فزيادة الوزن عن الحد الطبيعي تقلل من فاعلية الانسولين..، مما يؤدي إلى فشل في عمل خلايا بيتا .. مما يؤدي إلى الإصابة بالسكري، وكذلك فإن سوء التغذية لا يقل تأثيرا و سوءا؛ فقد لوحظ أن الحرمان الطويل من البروتينات في الأطفال يؤدي إلى تلف خلايا بيتا، ما يؤدي إلى ظهور ما يسمى (سكري جامايكا). 4- الإجهاد الحاد والمستمر .. فمختلف أنواع الإجهاد التي من أهمها : الجلطة القلبية والجراحة والحروق والانفعالات النفسية الحادة ...تؤدي إلى نقص تحمل السكريات في الجسم وارتفاع معدل السكر في الدم، وبزوال حالات الاجهاد هذه يعود السكر إلى مستواه الطبيعي، غير أنه في الأشخاص الذين يحملون الاستعداد الوراثي للسكري غير المعتمد على الانسولين قد تتطور حالة (ضعف تحمل السكريات) إلى مرض السكري. وهناك أسباب أخرى للإصابة، منها : - استعمال بعض الأدوية مثل الكورتيزون والتيازايد والايبانوتين ومشتقاتها إذا استخدمت بشكل مفرط وعلى مدى طويل. - أمراض البنكرياس مثل التهاب البنكرياس المزمن وأورام البنكرياس واستئصال البنكرياس كليا أو جزئيا، والسكري الناجم عن مثل هذه الحالات يختلف عن أنواع السكري الأخرى؛ إذ لا يرافق انخفاض معدل الانسولين في الدم ارتفاع في معدل الجلوكاجون ، حيث أن الجلوكاجون هو الهرمون الرئيس المضاد لعمل الأنسولين والذي يفرز إيضا من خلايا خاصة تسمى خلايا ألفا في جزر لانجرهانز في البنكرياس. |